كان انشقاق الخوارج على عهد خلافة (علي بن أبي طالب ) في (سنة ۳۷ ه )، وإبان صراعه ضد (معاوية بن أبي سفيان ) وأنصاره، نقطة تحول في الماهية والطبيعة التي أضفيت على الصراعات التي حفلت بها حياة العرب المسلمين؛ فهم لَم يقفوا بخلافهم مع خصومهم عند الحدود السياسية، بل أضفوا عليه طابعًا من الدِّين، وذلك عندما زعموا أنهم هم المؤمنون، وأنَّ مَن عداهم قد مَرق من الدين مروق السهم من قوسه، وزادت الطامة وعَمَّت البلية، عندما استَخدم خصومهم ذات السلاح؛ فأصبحت سائر فِرق الإسلام تقريبًا، تضفِي على مبادئها السياسية وآرائها الفكرية والاجتماعية صبغة من الدِّين وعقائده؛ انسياقًا مع تيار سلطان العقيدة الدينية الجارفة حينًا، وتملُّقًا للعامة، واستجلابًا لتأييدها في أغلب الأحايين.
وخصومهم هم الذين سموهم (الخوارج )؛ لخروجهم - في رأيهم - على أئمة الحق والعدل، ولثورتهم المستمرة. والخروج يعني (الثورة ) في العرف اللغوي، ولَمّا شاع هذا الاسم قَبِلوه، وقالوا إنَّ خروجهم إنما هو على أئمة الجور والفسق والضعف.
2- مذهب الخوارج في التكفير والثورات
يَحكم الخوارج على الذين يموتون مرتكبين لكبائر - دون أنْ يتوبوا منها - بالكفر والخلود في النار، ولقد تبلور هذا الأصل من أصولهم الفكرية في الصراع الفكري - بل والمسلح - ضد بني أمية، وخاصة خلال الثورة التي قادها الأزارقة، تحت قيادة (نافع بن الأزرق ) في (65 ه -۹۸۰م )، عندما طُرحت أحداث الصراع ضد الدولة الأموية على بساط الحركة الفكرية. والقضية بدأت بسؤال: هل الحكام الذين ارتَكبوا كل هذه الكبائر واقترفوا – ويقترفون - كل تلك المظالم، واجترحوا - ويجترحون - كل هذه السيئات، هل هم مؤمنون ؟! أم كافرون ؟! أم منافقون ؟! أم هُم في منزلة بين منزلتي الكفر والإيمان ؟!
وقد انحاز الخوارج - اتساقًا مع (غُلُوّهم ) النابع من (مثاليتهم المغالية ) - إلى القول بالتكفير؛ فبدءوا بتكفير الدولة، ثُم عمموه فشمل سائر المخالفين! والغلاة منهم قد جعلوه (كُفْرًا وشِرْكًا )، أمَّا المعتدلون فقالوا: إنه فقط (كُفْر نِعمة )، أي جحودٌ بأَنعُمِ الله.
لقد أدَّت ثورات الخوارج المتكررة، إلى إضعاف الدولة الأموية واستنزاف قواها، كما نمَّت مِن عدد الفِرق والأحزاب المعارضة والمناهضة للأمويين، وكان أن اتسعت دائرة الثورة الخارجية بين الناس؛ فلم تَعُد قاصرة على قلة من الناس يؤمنون بفكر هذه الفِرقة، ويثورون تطبيقا لهذا الفكر، وإنما شاركت جماهير غفيرة في هذه الثورات والتمردات والانتفاضات.
3- انقسام الخوارج
4- أسباب نشأة المُرْجِئَة واختلافهم
5- المعتزِلة ومذهبهم
6- الزيدية
7- مصطلح السلفية ومذهبهم
8- ظروف نشأة الأشعرية ومذهبهم
9- الشيعة وما يميّزهم
10- مذهب الشيعة في الإمامة
11- الوهابية
12- التزاوج بين الوهابية وجيش (ابن سعود )
13- السلفية العقلانية المستنيرة، والفرق بينها وبين الوهابية
14- منهج السلفية العقلانية
تدريبات